كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل العمل الارهابي الأخير الذي نفذته عصابات داعش الوحشية في عاصمة الثقافة والعلم والجمال .. وما تعرض له المواطنون الآمنون في فرنسا ، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث ان الجميع يدرك ان اوربا كانت مغمضة العين عن الجرائم التي يرتكبها الارهابيون في العراق منذ عشر سنوات ، والمحرقة الكبيرة التي ذهب ضحيتها الآلاف من ابناء الشعب العراقي الأبرياء ، اطفال وشباب ومسنين وعجائز وطلاب مدارس وكادحون في الاسواق وغيرهعم ، كما ان بلدان عربية كثيرة تعرضت للاعمال الارهابية الوحشية في سوريا ومصر ولبنان وليبيا و بعض دول الخليج العربي مثل الكويت .
وبعد ان دخل مقاتلو داعش الى الموصل وتعرضوا لإحتلال اربع محافظات ، لم يتحرك احد في الدول الاوربية لتقديم الدعم للعراق ، فكان النداء العظيم الذي صدحت به المرجعية العليا الموقرة ، هو السيف الذي امتشقته الجموع الشعبية بوجه الارهاب .. لقد كان الرد عراقيا خالصا .. فتطوع الآلاف من ابناء شعبنا للدفاع عن الارض والشرف والعرض والمقدسات .
بهذه المقدمة التي لابد منها ، نحاول ان نستعرض من يعمل على دعم الارهاب وتمويله وتجنيد الارهابيين وتهيئة المضافات والمثابات التي يتدربون فيها ويتلقون الأفكار المتطرفة والتي تدعو للذبح والقتل والابادة وهدم الكنائس وحفر القبور ونبشها وهدم المساجد وتدميرها .
من يمول ؟؟ في المؤتمر الذي عقد في تركيا “مؤتمر العشرين ” كان الرئيس الروسي بوتين واضحا جدا عندما اشار في كلمته التي القاها في المؤتمر المذكور .. ان الارهاب له من يموله ويعده ويدربه ويهيء له مستلزمات السفر الى مواقع يعرفونها للقيام بالاعمال الارهابية المتوحشة . واضاف ايضا من هناك 40 دولة في العالم تقدم الدعم لداعش ، وهناك من هو موجود في هذا المؤتمر . ان هذه الصراحة ، وهذا الجزم يؤكد ان هناك معرفة دقيقة وتفصيلية بالدول التي تعمل على تجنيد الارهابيين وتمويلهم وتدريبهم ،لاغراض معروفة وواضحة للعيان وهو شق الوحدة الوطنية في تلك البلدان وزرع الفتنة واستنزاف طاقات تلك البلدان وتعريضها للخراب والدمار .
متى يأتي الوقت لكي نتعرف على هذه الدول بشكل واضح وبالاسماء ، وان التغطية والتعمية على تلك الدول لا تخدم الانسانية والامن والسلام لشعوب العالم ، ولابد للحكومات ان تضع النقاط على الحروف وتسمي الاسماء بمسمياتها الدقيقة ، لأن الارهاب بدأ يضرب في مواقع حساسة وبالعظم الاوربي .. وهنا لايمكن الاستمرار بالسكوت وترك الساحة مفتوحة للارهابيين يصولون ويجولون ويقتلون ويفتكون بالناس الابرياء . لابد من ايضاح الامور ورفع الغطاء عن الوجوه الكالحة والايدي الملطخة بدماء الابرياء وتحميلهم المسؤولية الكاملة .. ماديا ومعنويا ، وان غدا لناظره قريب .